السبت, يوليو 19, 2025
لا توجد نتائج
اظهار جميع النتائج
  • الدخول
صوت الصعاليك
  • الرئيسية
  • شكو ماكو
  • تقارير وبيانات
  • أقلام وأراء
  • ثقافة و فن
  • كاريكاتير
    • كاريكاتير في زمن الكورونا
    • روافد وفنانين
  • أتصل بنا
  • EVENT
  • IRAQ NEWS
  • الرئيسية
  • شكو ماكو
  • تقارير وبيانات
  • أقلام وأراء
  • ثقافة و فن
  • كاريكاتير
    • كاريكاتير في زمن الكورونا
    • روافد وفنانين
  • أتصل بنا
  • EVENT
  • IRAQ NEWS
لا توجد نتائج
اظهار جميع النتائج
صوت الصعاليك
لا توجد نتائج
اظهار جميع النتائج
الرئيسية ثقافة و فن

ايفان علي عثمان… شعر ـ ربيع 1991 …

هيئة التحرير بواسطة هيئة التحرير
3 يونيو، 2025
في ثقافة و فن
0 0
0

 

 

ربيع 1991 … 

 

ايفان علي عثمان

 

1

في ربيع 1991 كان عمري 11 عاما

مشيت لثوان على الارض ثم حملني أبي العظيم

عندما وصلنا الى تلك القرية شعرت انني على الارض

كنت العب بجوار الكوخ

سقطت جدتي عند موقد النار

حالتها لم تكن مستقرة كان ضغط دمها مرتفع

قرر أبي العظيم اخذها الى المدينة

قام بتأجير عربة وحصان ودليل

وضع مرتبة سرير ومفارش واغطية  فيها من اجل جدتي

في الصباح الباكر

وضعني أبي العظيم على ظهر الحصان وجلس في المقدمة والدليل مسك الحبل

بعد عدة ايام وصلنا للمدينة

اتذكر تلك المشاهد الحية

المكان مكتظ بالبشر الجنود الغيوم الجوع الوجع

حمل أبي العظيم جدتي واخذها الى المستشفى الميداني

خيم ووحدات طبية متنقلة

بقينا عدة اسابيع لكن جدتي لم تتحسن وفارقت الحياة

خلال تلك الفترة تعرف أبي العظيم على ممرضة تركية

كانت تهتم بجدتي وتعاملها بلطف ورقة

أبي العظيم كان يتكلم اللغة الانكليزية كانا هو والممرضة التركية يتحدثان معا

اتذكر انها كانت تضع يديها الناعمتين على رأسي وتمرر اصابعها بين خصلات شعري

تحضر لجدتي ولأبي العظيم ولي وجبات الاكل مع العصائر

بيضاء البشرة شابة رشيقة تملك شعرا اشقرا كثيفا مجعدا

قالت لي

هل تريد الذهاب معي لاسطنبول

ضحك أبي العظيم وضحكت

اتمنى ان التقي بهذا الملاك ذات يوم

لاقول لها

انا لم انسى ولن انسى

2

وصلنا الى منطقة عسكرية بالقرب من المدينة

عند نقطة العبور

طلب أبي العظيم من احد العساكر ان يساعده في العثور على مستشفى

كانت جدتي في حالة تستدعي التدخل الطبي

قال الجندي التركي لأبي العظيم ان هنالك مروحيات تقل المصابين والمرضى الى المدينة

ساعد أبي العظيم في حمل جدتي ووضعها في سيارة الجيب العسكرية

قاد الجندي التركي السيارة الى المطار العسكري

كانت احد الطائرات تستعد للاقلاع

خرجنا مسرعين وهرول أبي العظيم بأتجاه احد افراد طاقم الطائرة

كانوا جنودا دوليين

تحدث أبي العظيم معهم وساعدوه في حمل جدتي الى الطائرة

كان هنالك الكثير من المصورين

قلت لأبي العظيم ما هذه الطائرة

قال لي انها شينوك

كان عمري 11 عاما حين ركبت طائرة عسكرية

مراوح عملاقة نوافذ صغيرة

كانت تحلق على ارتفاع منخفض

رأيت الارض من السماء

الجندي التركي الذي ساعدنا عوقب بقسوة

عند وصولنا للمطار وبخه احد الضباط الاتراك رفع يده وصفعه

رغم هذا وقف منتصب القامة كالسنديانة

تعرض للاذى الجسماني الانسان التركي لكنه احتفظ بمبادئه الانسانية

اينما كنت ايها البطل

المجد لك

3

لم اسمع صوت الكاميرا لكنني عرفت انهم يلتقطون الصور

كان أبي العظيم واحد الجنود الدوليين يحملون جدتي لينقلوها الى المروحية

كنت امحو ظل أبي العظيم وارسم ظلي مكانه

اقلعت الهليكوبتر باتجاه المدينة

بعد مرور عدة سنوات

سمعت من احدى بنات العم في جلسة عائلية اجتمع فيها الاقرباء والاحبة

عن صورة في مجلة اجنبية يملكها اخاها الذي هاجر منذ زمن بعيد الى تركيا

محتوى الصورة

رجل ضخم بلحية سوداء كثيفة اسمر البشرة يحمل سيدة مسنة على وجهه علامات الصمود

أبي العظيم وجدتي

احدهم طالب بالصورة

لكن الصورة لم تصل

منذ ذلك الوقت لم تغب عن ذاكرتي

مرت سنوات

ذات يوم

قمت بزيارة الاخت الصغرى لابنة العم

سيدة موناليزية

بحضور زوجها

طلبت منها ان تتصل بأخيها كي يرسل المجلة او نسخة منها

قالت حسنا في اقرب فرصة سأتصل به

زوجها السيد النبيل قال لي

لو عرفنا اسم المجلة سأكتب رسالة لهم باللغة الانكليزية وانت بدورك ارسلها لهم من خلال البريد الالكتروني

لم تصل بعد

من الصدف المدهشة

في معرض اربيل الدولي للكتاب

كنت بحاجة لبعض التبغ خرجت من بناية المعرض وتوجهت للساحة

فدماغي لا يقبل سلكا واحد للشحن يجب ان يكون هناك سلكان كي تتم المهمة بنجاح

الكتب والسجائر

رأيت رجلا بشعر ادونيسي ابيض ووجهه مليء بخطوط وتجاعيد دقيقة

وجدت صورة شخصية له ذات مرة في مكان ما

توجهت نحوه القيت السلام عليه قلت له انا اعرفك لكن انت لا تعرفني

قال من انت

قلت انا ايفان ابن علي بابا

قبلنا بعضنا احتضنا بعضنا

تكلمنا عن الكتب والعمل وفوضى الاشياء

وانتهى اللقاء

انا توجهت يسارا وهو غاب في الزحام

في طريق العودة من اربيل تذكرت الصورة

قلت نسيت ان احدثه عن الصورة

عدت لنقطة الفراغ ومعي سلة من الفراغات

رغم هذا

انا مستمر في عملية البحث عن الصورة

حتى الرمق الاخير

تحية اجلال وتقدير لذاك المصور المجهول

الذي رسم وجه أبي العظيم

4

تقع القرية في منطقة جبلية وعرة

على بعد كيلومترات يوجد معسكر للجيش التركي

بناء كبير على تل محاط بالخضرة

السماء غائمة تهب رياح باردة خفيفة قطرات المطر البلورية تتوزع على الحشائش والازهار

تعرف أبي العظيم على جندي تركي اسمه علي

اصبحا صديقين

ذات يوم ذهبنا انا وأبي العظيم الى ذلك المكان الأخضر

التقينا بالجندي علي

قدم لأبي العظيم الارز والسكر والشاي

ما زلت اتذكر زيه العسكري وبندقيته وابتسامته البراقة

شاب وسيم في العشرينيات

في نهار خلاب

جاء الى القرية ليزور أبي العظيم

احضر معه كارتونة مليئة بالمعلبات

تناول الشاي برفقة ابي العظيم جلست معهما بجانب موقد الحطب

أبي العظيم كان شخصية لامعة صديقا للغفير والوزير

بعد عودتنا الى الوطن

وجدت اكياس سكر صغيرة محفوظة في كيس

قلت لابي العظيم ما هذا

قال لي انه جلبها معه كتذكار من الجندي علي

ومعها

ورقة مكتوب عليها اسم الجندي علي كاملا وعنوان السكن ورقم التلفون الارضي باللغة التركية

في الالفية الثالثة انتقلنا من البيت القديم الى البيت الجديد

اختفت الكثير من الاشياء ومنها الورقة واكياس السكر الصغيرة

علي

كيف السبيل لرد الجمايل

5

.

تلك القرية الصغيرة اصبحت مدينة كبيرة

اكواخ مضيئة

الناس تخرج لفسحة الى الحدود وتعود

بجوارنا تعيش عائلة مسيحية

كانت تربطهم بأبي العظيم صداقة قوية

يتحدثون لساعات خلال اجتماعات الليل

لهذه الاسرة صبية بعمري

اصبحنا اصدقاء كنا نلعب بالحجارة واغصان الشجر

حين بدأت ملامح الهجرة بالتلاشي وبدأ الناس بالعودة الى الوطن

لم يعودوا

قرروا البقاء هناك

قالوا ان المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان ستأخذ من لا يريد العودة الى اوروبا وهذا ما حصل لاحقا

والدا الفتاة طلبوا من أبي العظيم عدم العودة والبقاء

لكن أبي العظيم لم يوافق

لم يبقى في القرية سوى بعض العوائل

والبقية عادوا

لا املك اية معلومات حول الفتاة واين هي الان

المسيحيين

بيني وبينهم عيش وملح تربطني بهم علاقة ذات بعد انساني نقي

دخلت الى بيوتهم جلست على مائدتهم خرجت معهم

مثقفون طيبون مرحون

عندما اكون بينهم اشعر بالحماس

ورثت هذا عن ابي العظيم فلقد كان على صلة وثيقة بالمسيحيين

..

الطبيعة ساحرة هناك

مساحات خضراء مفتوحة

ايام قليلة تفصلنا عن القرية

وصلنا الى منطقة تفيض بالجمال

ينابيع ونباتات

اقتربنا منها

رجل مسلح وامرأة مسلحة

كانا يشربان الماء

القى أبي العظيم السلام عليهم

رد كلاهما السلام

قلت لأبي العظيم

من هؤلاء

قال لي

انهم مقاتلو حزب العمال الكوردستاني

كانا ينظران للمارة

…

كانت السماء تمطر

البرق يحول الليل الى نهار

الرعد يتجاوز افق الصدى

أبي العظيم كان يحمل معه قطعة من شادر مطري

صنع منها مظلة لي

وتوقف هو تحت المطر

قلت له انا جائع

كان يحتفظ أبي العظيم بعدة علب بسكويت لي

بحث أبي العظيم عنها لكنه لم يجد سوى علبة وفراغها

كنت التهم بين الحين والاخر عدة قطع

بيننا وبين الاسرة التي بجانبنا عدة امتار

كان هنالك موقد صغير عليه قدر

توجه أبي العظيم نحوهم وطلب منهم بعض الاكل

احضر طبقا من الرز الأحمر

بعد مرور بعض الوقت

جاءت سيدة كوردية مسنة ومعها طبق اخر

الظلام وزخات المطر القوية لم يتركا لي فرصة

لرسم تضاريس وجهها

كانت بهية الطلة سميتها سلطان على اسم جدتي العظيمة والدة ابي العظيم

لا اعرف ان كانت على قيد الحياة ام لا

….

قال أبي العظيم

لن نخرج من المدينة

سنبقى في البيت

لكن القصف كان كثيفا

لم يبقى احد من سكان الحي

نحن وجيراننا وهم من خانقين

سقطت عدة قذائف في المنطقة

واحدة منها وقعت عند الجدار الخارجي لمدرسة القادسية الابتدائية المختلطة

كنت احد تلاميذها

وواحدة سقطت خلف بيتنا في شارع فرعي يحيط به مجموعة منازل لاسر مسيحية

حينها قرر ابي العظيم ان نترك المدينة

…..

دخلنا الاراضي التركية

هنالك اعمدة صخرية مستطيلة الشكل موزعة على خط افقي

قلت لأبي العظيم

ما هذا

قال لي

انها الحدود العراقية التركية

……

غابات شاسعة

ونهر

كان علينا اجتيازه للعبور الى الجانب الاخر

حملني ابي العظيم على ظهره وتقدم

شعرت بضغط التيار المائي الهائل

أبي العظيم كان قوي البنية يملك عضلات مصارع وتاتليسسي المظهر والجوهر

قفزت من ظهره عند الضفة

…….

كانت هنالك شجرة ضخمة عند الكوخ في القرية

قطع أبي العظيم فرعا منها وقام بصنع عصا

حفر عليها

هذه العبارة

الهجرة المليونية للشعب الكوردي 1991

هذه العصا رافقتنا الى الوطن

وبقيت لسنوات محفوظة عند أبي العظيم

كنت احملها والعب بها

كسرتها بعد حركة بهلوانية طائشة

مشاركةتويتر
المقال السابق

ايفان علي عثمان… شعر ـ عشرين عشرين …

المقال اللاحق

محمود هدايت ـ ببغاء عارية في قفص تزارا

هيئة التحرير

هيئة التحرير

المقال اللاحق

محمود هدايت ـ ببغاء عارية في قفص تزارا

صحيفة صوت الصعاليك

صوت الصعاليك

“صوت الصعاليك” عراقية حتى النفس الأخير، هدفها الدفاع عن سيادة العراق واستقلاله، سيادة الأمن فيه وسعادة أهله.. إعلاء شأنه وإظهار إرثه الحضاري بأبهى صورة.

أبواب الصحيفة



المقالات تُعبر عن رأي كُتابها والموقع غير مسؤول عن محتواها

أعداد الصحيفة

© 2021 جميع الحقوق محفوظة -جريدة صوت الصعاليك.

مرحبا بكم في صوت الصعاليك

ادخل الى حسابك الشخصي معنا

نسيت كلمة السر ؟

Retrieve your password

الرجاء ادخال اسم المستخدم او البريد الالكتروني

الدخول
لا توجد نتائج
اظهار جميع النتائج
  • الرئيسية
  • شكو ماكو
  • تقارير وبيانات
  • أقلام وأراء
  • ثقافة و فن
  • كاريكاتير
    • كاريكاتير في زمن الكورونا
    • روافد وفنانين
  • أتصل بنا
  • EVENT
  • IRAQ NEWS
  • الدخول

© 2021 جميع الحقوق محفوظة -جريدة صوت الصعاليك.