لم تحلمي يومًا بسلام دربكِ. لكِ التعبير الواضح والجرأة البيضاء كأشرعةٍ تبحر نحو كل البحار…
رحلتكِ بأكملها تعرف آثار أقدامكِ. الجبال والريح تشتهيكِ. أنتِ، ربما دون أن تدري، تُسندين رأسكِ على الأفق، كما لو كنتِ في أحضانه.
وإلى الطريق، إلى الرحلة التي بدأت، إلى الأشياء البعيدة من ألم وموت. لو مررتِ بي يا امرأة، لما استطعتُ إيقافكِ.
سأبقى ساكنًا لا أريد التشبث بعباءتكِ الشاحبة من أحلامٍ وزهور برتقال؛ فقط لحزن رحيلكم، كشراع أبيض، نحو كل البحار…
يتبع… مختارات روميو مورغا الشعرية. ——————— *ملاحظة: القصيدة/والقصائد اللاحقة التي نُقدّمها كـ”الغياب” و”البعيد”، تنتمي إلى (“غناء في الظل”٬ 1946)، وهو مجموعة مثيرة للدهشة٬ ولأننا نجد فيه٬ رائعًا٬ سنلحق عنها بالمزيد من ترجمة قصائده. ***
لمحة موجزة عن الشاعر: روميو مورغا (1904 – 1925)(). شخصية أسطورية في الشعر التشيلي، والمعروف بـ”الشاعر المراهق”، حالةً محزنةً للغاية. لم يعش سوى عشرين عامًا، ورغم قِصر عمره، خلّف وراءه عملاً أدبيًا ناضجًا لا يزال يُثير الدهشة حتى اليوم، ويجعلنا نتساءل أين كان سيصل لو أتيحت له الفرصة.
درس في المعهد التربوي بجامعة تشيلي، وكان صديقًا لبابلو نيرودا. وارتبط بجيل بارز من الكُتّاب مثل بابلو نيرودا (1904-1973)()، وروبين أزوكار (1901-1965)()، وفيكتور باربييريس (1899-1963)()، وغيرهم. شارك بنشاط في العديد من المجلات الأدبية في ذلك الوقت، مثل (وضوح الخط المتعرج)، بالإضافة إلى عمله كمترجم.. في عام 1923، فاز بالجائزة الأولى في مهرجان الربيع(). انتقل إلى مدرسة كويلوتا الثانوية كمدرس في عام 1924().
يتذكر بابلو نيرودا (1904-1973)() الأمر بهذه الطريقة في مذكراته “أعترف أنه حي”(): (“مع روميو مورغا، ذهبنا لإلقاء قصائدنا في مدينة سان برناردو، بالقرب من العاصمة. قبل صعودنا على المسرح، كان كل شيء قد انكشف في جو من الاحتفال الكبير: ملكة الألعاب الزهرية مع حاشيتها البيضاء الشقراء، وخطب وجهاء المدينة، والفرق الموسيقية ذات الطابع الموسيقي الخافت في المكان؛ ولكن عندما دخلت وبدأتُ بإلقاء قصائدي بصوتٍ حزينٍ للغاية، تغير كل شيء: سعل الجمهور، وأطلقوا النكات، واستمتعوا كثيرًا بقصائدي الكئيبة. عندما رأيتُ رد فعل البرابرة هذا، أسرعتُ في القراءة وأفسحتُ مكانًا لرفيقي روميو مورغا. كان ذلك لا يُنسى. عندما رأيتُ دون كيخوته، الذي يبلغ طوله مترين، يرتدي ملابس داكنة رثة، يبدأ قراءته بصوتٍ أشدّ حزنًا من صوتي، لم يستطع الجمهور كبح غضبه، فبدأوا يهتفون: أيها الشعراء الجائعون! ارحلوا! لا تُفسدوا الحفل!)()
إليكم قصيدة و( سنلحق بها قصائد٬ لاحقًا) لما تتضمن مجموعته (“غناء في الظل”٬ 1946)()، التي نُشرت بعد وفاته، نصوصًا كتبها بشكل أساسي أثناء دراسته في المعهد التربوي(). نُشرت بعد وفاته من قِبل شقيقته استنادًا إلى مخطوطاته التي تركها.()